دراسات نقدية

د. جوزف لبُّس*: البحث الأدبيّ في ظلّ الكُمبيوتر والإنترنت. وجهة نظر

بقلم: د. جوزيف لبٍّس

«آهٍ أيّها البحث، يا وعائي» أدونيس[1] ليس هدف التعليم العالي البحث عن العلم للعلم، أو تحقيق المنفعة العاجلة والآجلة فحَسْب، بل هدفُه هذا وذاك، أي تهيئة الشبيبة للحياة العلميّة الخالصة وتهيئتُها للحياة العمليّة الناجحة، أي تخريج العلماء وتخريج العاملين[2]. من هنا أهميّة البحوث التي تجمع بين جدليّة التنظير والتطبيق، وتفاعل الفكرة والتجربة[3]. و«البحثُ محاولةٌ لاكتشافِ المعرفة، والتنقيبِ عنها، وتنميتِها، وفحصِها، وتحقيقِها، بتقصٍّ دقيق، ونقدٍ عميق، ثمّ عرْضِها عرْضاً مكتملاً بذكاءٍ وإدراك»[4]؛ وتوظيفِها في سبيل بناء شخصيّةٍ سويّة ومجتمعٍ متطوّر. إنّ النظرَ العقليّ والعملَ التطبيقيّ قطبان متجاذبان، بتفاعلهما الدوريّ بين التأمّل والفعل يرتقي الوجود الإنسانيّ من طورٍ إلى طور. ولا يغيبَنّ عن البال أنّ الإنترنت (الشابكة[5]) استُخدمت بادئ ذي بَدء لأغراضٍ متعلّقة بمشاريعَ بحثيّة (1968)، إذ كانت تربط بين متعاونِين من أماكنَ نائية في تنفيذ مشاريعهم؛ وحين تمّ ربْط مدارس كاليفورنيا بالإنترنت (4 آذار 1996)، وَصَفَ وزير التربية والتعليم في حكومة كلنتون الإنترنت بأنّها «لوح المستقبل». وبعد أن كانت مكتبة الجامعة في كلّ مكان هي قلب الحَرَم الجامعيّ حيث يقرأ الطالب بصمت، تبدو قاعاتُ المطالعة اليوم شبهَ فارغة، إذ يقوم طلّاب هذا العصر بمعظم بحوثهم عبر الكمبيوتر داخل غرفهم[6]. وبعد أن كانت أطراف العمل الأدبيّ ثلاثيّة الأبعاد: كاتب، ونصّ، وقارئ؛ غدت رباعيّة بتدخُّل الكمبيوتر. لقد ولّى زمنُ «وحي القلم» و«وحي الرسالة»، وولّى زمن «الدوسيه» والبطاقات الكرتونيّة، وبِتنا نطرب لوقع أصابعنا الذكيّة تضرب على مفاتيح الكمبيوتر. إنّ الإشكاليّة المطروحة في هذا المقام هي: كيف نقرأ ونكتب في ظلّ التقنيّات الرقميّة؟ كيف تُمكن الإفادة من الإنترنت في البحث بعامّة وفي البحث الأدبيّ بخاصّة، من غير سرقة أو انتحال أو احتذاء؟ وكيف يمكن أن يستثمر الطالب والأستاذ الجامعيَّان كلاهما هذه «الآلة الرائعة للحريّة»[7]؟ الإجابة عن هذه الأسئلة نستنبطها من تفاعلنا اليوميّ والطَّلَبة في شؤونهم البحثيّة وشجونهم، ومن قراءاتٍ في المنهجيّة، ومزاولة العمل البحثيّ. وكما يرافق الأستاذُ المشرفُ الطالبَ في مراحلَ ثلاث: قبل البحث وأثناءه وبعده، كذلك الكمبيوتر والإنترنت؛ بيد أنّ الأستاذَ المشرف لا يحلُّ محلَّ الطالب ولا يفكّر عوضاً عنه، كذلك الكمبيوتر والإنترنت. شروط اختيار الموضوع ثمّة شروط لاختيار موضوع البحث؛ منها أن يكون الموضوعُ جديداً، والمجالُ محدوداً، وأن يمتلك الطالب رغبةً ومؤهِّلاتٍ وقدرةً على الوصول إلى المعلومات، وأن يطرح قضيّةً شائكة تثير تساؤلات يُصطلَح عليها بالإشكاليّة. وفي هذه المرحلة، تؤدّي الإنترنت دوراً مفيداً؛ فهي تكشف للطالب مدى جِدّة الموضوع، وتَوافُرَ مصادرِه والمراجع، وأعلامَ الباحثين فيه. البحث القصير إبّانَ سنوات الإجازة والدراسات العليا، يُعِدّ الطَّلَبة في مضمار الأعمال الشخصيّة المراقَبة بحثاً قصيراً لا تتجاوز صفحاته العشْر[8]. ولكن لا بدّ من تزويدهم جملةَ إرشادات قبل أن يُعطَوا بحثاً[9]، ولا بدّ من تصويب خُططهم، وتحديد رزنامة قراءاتهم، ويجدر بالطَّلَبة أن يبحثوا عن الكتب في الإنترنت ويحمّلوها على أجهزتهم لقراءتها والاقتباس منها. وليكن واضحاً أنّ نسبة المواقع الإلكترونيّة التي تسمح بها الجامعات مراجعَ في البحوث لا تتجاوز 10 ٪ من مجموع مكتبة البحث (أي قائمة المصادر والمراجع)[10]. ونشير على عَجَل إلى أنّ الموسوعة الحرّة ويكيبيديا العربيّة التي يُقبل عليها الطلّاب لإعداد بحوثهم القصيرة تعتريها وجوهٌ كثيرة من الخطأ والنقصان، ولا يمكن الركون إليها إلّا بمقارنة المادّة فيها بالويكيبيديا الأجنبيّة فرنسيّةً أو إنكليزيّة، وهذا أضعفُ الإيمان. ولعلّ أفضلَ طريقة لتدريب طلّابنا على استخدام الإنترنت في بحوثهم بوعيٍ وذكاء هي أن نعمل بنصيحة أمبرتو إيكو فنطلب إليهم المقارنة بين عدّة مواقعَ إلكترونيّة تعالج مسألةً واحدة مشتركة[11]. وننوّه على عَجَلٍ أيضاً ب الموسوعة العربيّة الإلكترونيّة (arab-ency.com) التي يكتب مقالاتـِها بلغةٍ راقية نخبةٌ من الاختصاصيّين مزوَّدين مصادرَ ومراجعَ مختارة. ولا بدّ من الإشارة في هذه العُجالة إلى موقع مؤسّسة هنداويّ للتعليم والثقافة (hindawi.org)، التي تعيد نشر الكتب العربيّة النهضويّة، وتترجم الكتب الأجنبيّة المتميّزة، والمقالات المنتقاة من أشهر المجلّات العالميّة، بإخراجٍ غاية في الأناقة؛ وهي مؤسّسة لا تهدف إلى الربح بل إلى نشر المعرفة وغرس حبّ القراءة بين المتحدّثين باللغة العربيّة. ولا بدّ من تزويدِ الطَّلَبة الملاحظاتِ اللازمة بعد تصحيح بحوثهم وقبل عرضها، إذ إنّ بحثاً لم يُصحَّح أو يُناقَش أو يُعرَض أو يُنشَر هو بحثٌ ميْت. وأوثر شخصيّاً تصحيحَ بحوث طلبتي إلكترونيّاً توفيراً للوقت والورق، وإسراعاً في التواصل وإيّاهم، وتخفُّفاً من عبء حملها ونقلها وتوزيعها. وعندئذٍ يمكن لحظ عمليّة النسخ من المواقع الإلكترونيّة، علماً أنّ الإنترنت هي آلةٌ للتنقيب والتوثيق، يمكننا الوصول عن طريقها إلى أصل الاقتباس أو مرجِعيّة النصّ. وغالباً ما لا يبالي الطَّلَبة بتصحيح أو تنقيح أو توثيق، وبدلاً من أن يكون البحث القصير فرصةً ذهبيّة كي يتمرّنوا على كيفيّة إنجاز البحوث وتقصّي الحقائق وتوخّي الدقّة، فإنّهم غالباً ما يقومون بنسخ المعلومات. أمّا كيفيّة اكتشاف السرقة والاستنساخ والانتحال (Plagiat)[12] في البحوث الجامعيّة، فلعلّ أسهل الطرائق أن تُنسَخ بضعُ كلمات من البحث وتُدوَّن بين علامتَي الاقتباس (الشولتَيْن) في شريط عنوان المحرّك. السرقة جريمة الوصيّة الثامنة من الوصايا العشْر هي «لا تسرِق»[13]. والسرقة جريمة يعاقب عليها القانون. والانتحال سرقة وغشّ وخداع. والمنتحِل يدّعي عملاً ليس له، فيُخطئ ثلاث مرّات: مرّةً في حقّ ذاته المبدعة التي يحوّلها نبتةً طفيليّةً تستمدّ حياتها من تعب الآخرين فيَنفيها بدل أن يُنميَها بالكدّ والكفاح؛ ويخطئ أخرى في حقّ المبدع المخلص لإبداعه أي لصوته الخاصّ الذي ينطق بعالمه ويشبهه كلون عينَيْه وبصمة الإصبع؛ ويخطئ ثالثةً في حقّ النصّ المنحول الذي شُطر كيانه شطرَيْن وتمزّقت وَحدته وسُلخت كلماته عن أرواحها. قال الناقد المغربيّ عبد الفتّاح كيليطو: «إنّ الكلام المنحول ينظر صوب المؤلِّف الزائف مثلما ينظر صوب المؤلِّف الحقّ. ولا يمكن أن يكون الكلام تعبيراً عن مؤلّفٍ مزدوج الرأس»[14]. وقالت كاتبةٌ من طرابلس (لبنان): «حين أجد على صفحات "النت" بعضَ كتاباتي نُقلت بلا توثيق أو تحت أسماءَ أخرى، أشعر بالاختناق ولو كانت مجرّد جملة، وكأنّ قطعةً من روحي سُرِقت؛ كيف يسرقون بكلّ بساطة أفكارنا وأرقنا وتعبنا وموتنا وألمنا ولحظاتِ الكتابة الأشبه بولادةٍ صعبة؟ كيف يشرّدون حروفاً بمثابة أطفالٍ لنا عنّا دون اسمٍ أو هُويّة؟ كأنّـهم يعترفون أنْ لا قدرة لهم على الكتابة بالرغم من أسمائهم الكبيرة... يسخرون من أنفسهم ومن رسالة الأدب النبيلة والأمانة الغالية !لو يعرفون حجم الصُّداع الذي يُصيبني أثناء كتابة قصيدة، وحجم الأرق والتعب والموت حين أخرج من نفسي لأتقمّص شخصيّة يجب أن أشعر بكامل أحزانها وروحها كي أكتبها... لو يعرفون...»[15]. أجل، المنتحلون لصوص يسرقون الحياة لا النصوص، لو يعرفون! ويمكن الحدّ من النسخ والسرقة، وتفعيل البحث من خلال الاهتمام بالمنهجيّة، والتفتيش الذكيّ عن المعلومات، ومراعاة شروط الكتابة بالكمبيوتر، والعناية بالمعايير المطلوبة في الإخراج، وعرض البحث عرضاً شفويّاً. ولا يخفى أنّ الطالب يفضّل عمليّة البحث العشوائيّ على التقيّد بإجراءاتٍ معقّدة، يخال أنّها عنصرٌ مستقلّ عن بحثه، ويكتفي بالإشارة إليها شكليّاً لإيهام القارئ بمنهجيّة عمله؛ علماً أنّ منهجيّة البحث جزءٌ لا يتجزّأ من موادّ الاختصاص جميعاً، وعُدّةٌ لبناء معرفةٍ خاصّة، تستهدف عقل الطالب من خلال العمل على صقل مهاراته الفكريّة، ليصبح قادراً على جمع المعلومات ومعالجتها وإنتاج المعرفة بنفسه. الموادّ الإلكترونيّة إنّ مصادرَ البحث ومراجعَه نوعان: ورقيّة وغير ورقيّة. الورقيّة كتبٌ ودوريّات ورسائلُ جامعيّة ومطبوعاتٌ مرجِعيّة؛ وغير الورقيّة سـمْعيّة (كالتسجيلات الصوتيّة لحوارات وندوات ومقابلات وخُطَب) وبصريّة (كالصور والرسوم والخرائط والجداول والترسيمات) وسـمْعيّة بصريّة (كالأفلام الوثائقيّة والعلميّة والفنيّة) وإلكترونيّة (كالأقراص المتراصّة CD, DVD ومواقع الإنترنت). والمعلومات الإلكترونيّة نوعان: معلوماتٌ إلكترونيّة لها بديلٌ ورقيّ، ومعلوماتٌ إلكترونيّة لا بديلَ ورقيّاً لها. ومن دواعي الاعتماد على الموادّ الإلكترونيّة: سرعة الحصول على المعلومات، وتوفير الجهود المبذولة، والسيطرة على الكمّ الهائل من المعلومات المطّردة وتخزينُها ومعالجتُها لاسترجاعها (حتّى لقد قيل: لو تمّ فَرْشُ الأرض بكميّة ورق المطبوعات لغطّتِ الكوكبَ الأزرق سبعَ مرّات)، ودقّةُ الحواسيب وعدمُ معرفتها التعبَ الجسديّ أو النفسيّ عند استخدامها فتراتٍ طويلة ومتكرّرة[16]... ومن إيجابيّات الإنترنت أنّها تزوّد الباحثين العديدَ من الخدمات: كالبريد الإلكترونيّ، ونقل الـمِلفّات، والأخبار، والوصول إلى آلافِ قواعدِ البيانات، وخدمات الدخول في حواراتٍ حول العالَـم، والوصول إلى مكتبة إلكترونيّة ضخمة من الكتب والمجلّات والصحف والصور... وتَستخدم المكتبات الكبرى الكومبيوتر والإنترنت لصياغة بيبليوغرافيا وَفْقاً للموضوعات. وغالباً ما يتّصل بعضُها ببعض مؤلّفةً بنوكَ معلوماتٍ عملاقة. ومن الاستخدامات والتطبيقات التي يستطيع الباحث استثمارَها عبر شبكة الإنترنت: 1. البريد الإلكترونيّ: الاتّصال بالزملاء الباحثين والعلماء، وإرسال الوثائق وتسلّمها، والإشراف على الرسائل الجامعيّة، وإعداد بحوث مشتركة، وتحضير ندوات علميّة... 2. النشر الإلكترونيّ: تخفيض التكلفة الماليّة العالية لشراء المصادر والمراجع، والاستغناء عن أماكنَ واسعة للحفظ والتخزين، والسرعة في الحصول على المعلومات واسترجاعها لأنّ زمن الكتابة الإلكترونيّة هو نفسُه زمن نشرها 3. خدمات نقل الوثائق وتحميلها 4. المنتديات الثقافيّة 5. الجامعة المفتوحة والتعلّم عن بُعد 6. تسويق الكتب (الورقيّة والإلكترونيّة) 7. دخول فهارس المكتبات العالميّة الكبرى 8. تطبيقات أخرى: الموسيقى، الأفلام، التلفزيون، المتاحف والمعارض... ومن مزايا البحث الإلكترونيّ: الاقتصاد في الوقت، إذ تشكّل فترة البحث إلكترونيّاً 5-15 ٪ فقط من الوقت المطلوب أصلاً لإعداد البحث؛ التقليل من الأعمال الكتابيّة الروتينيّة المتّبعة في تسجيل المعلومات المطلوبة بالطرائق التقليديّة، وإمكانيّة توفير الوثائق الأصليّة؛ القدرة على متابعة النتاج الفكريّ وإضافة ما يستجدّ من معلومات وتحديثها؛ تسهيل عمليّة تبادل الوثائق والمطبوعات والمساعدة في إنشاء مكتبة رقميّة شخصيّة؛ تضييق البحث باستخدام "و- لا" وتوسيع البحث باستخدام "أو" (المنطق البوليانيّ)[17]... ولكن لا يخلو استخدام الإنترنت من مشكلات يعانيها الباحثون مع الموادّ الإلكترونيّة، منها: ضعف البِنية التحتيّة والبيئة التكنولوجيّة في المكتبات ومراكز البحوث في الدول العربيّة والدول النامية؛ وصعوبة توثيق الموادّ الإلكترونيّة حيث يصعب تحديد عنوان المجلّة أو الكتاب أو هُويّة المؤلّف في ظلّ تغيُّر المواقع؛ وحاجة الباحثين إلى تحويل شكل المعلومات الإلكترونيّ إلى أشكال ورقيّة يمكن تناقلها، أو التعليق عليها؛ ومعوّقات لغويّة بحيث إنّ معظم الموادّ الإلكترونيّة (80 ٪) هي باللغات الأعجميّة؛ ومشكلات حقوق التأليف والمـِلكيّة الفكريّة وإساءة التعامل مع اقتباس المعلومات... [18] التفتيش الذكيّ عن المعلومات لن نتوقّف على عواملَ تحول دون الوصول إلى المعلومات بدقّة، ولا على خُططٍ وبرامجَ تهدف إلى التمييز بين اللغو المنتشر عبر الإنترنت والحقيقة، ولكنّنا نتوجّه إلى الباحثين بملاحظاتٍ عمليّة وتوجيهاتٍ تطبيقيّة تُـمكن تسميتها بوصايا عشْر[19]: 1. إنّ نظام الغربلة أو الرِّقابة لا وجود له في الإنترنت كما هو في المكتبات، ما يطرح مشكلة مصداقيّة المعلومة. وهذا ما يسمّيه أمبرتو إيكو «غياب المِصْفاة»[20]. وغربلةُ المعلومات التي نستقيها من الإنترنت وتصفيتُها مُهمّتان موكولتان إلينا. من هنا حاجتنا إلى اكتساب مهارات تساعدنا في تقويم المعلومات. [غربلْ] 2. إنّ الإنترنت يمكن أن تكون مصدرَ معلوماتٍ مثاليّاً إذا ما وفّر كلُّ موقعٍ العناصرَ التالية في أعلى الصفحة: رسالةَ الموقع، والجمهور المستهدَف، وهدفَه، وتاريخَ آخرِ مرّة تمّ فيها تحديثُ محتواه. [وثّقْ] 3. عندما تبحث عن أجوبة باستخدام الإنترنت، عليك بتقويم ما تعثر عليه من مواقع باعتماد المعايير التالية: الحداثة (تاريخ إنشاءِ الموقع وتحديثِه)، المرجِعيّة (الخبرة والمؤهِّلات العلميّة)، عمق التغطية (الاكتمال، الروابط)، الدوافع (تجاريّة، تربويّة)، سهولة الاستخدام (تصميم الصفحة / الواجهة). [قوّم]. 4. على الأبحاث التي تُنفَّذ بوساطة محرّكات البحث أن تستخدم كلماتٍ مفاتيح أو مصطلحاتٍ أو جملاً مميّزة للحدّ من الوثائق التي لا تناسب موضوع البحث وتبتعد عن التورية. [حدّدْ] 5. إستخدمْ علامات الاقتباس " " للإحاطة بالكلمات وللمحافظة عليها بعضِها مع بعض وَفْقاً للترتيب الذي وُضعت فيه، واستخدم علامات الجمع + والطرح - لتهذيب بحثك (وهذا ما يُعرف بالمنطق البوليانيّ، وقد سبقت الإشارة إليه). [أضبطْ] 6. الأدلّة الموضوعيّة مواقعُ متخصّصة توفّرها محرّكات البحث، تنتقي مواقعَ "ويب" أخرى، وتنظّمها تحت رؤوس موضوعاتٍ عريضة مثل الفنّ، والتربية، والصحّة، والتسلية، والعلوم... إنّ البحث داخل الدليل الموضوعيّ يشبه حالةَ شخصٍ داخلَ أحد المحلّات التجاريّة وهو يسأل أحدَ العاملين فيها عن الجناح الذي يودّ التوجُّهَ إليه. والدليل الواحد يغطّي جُزءاً صغيراً ممّا هو متوافر في الإنترنت. ولا يعني حصولك على نتائجَ مخيّبة باستخدام أحد المحرّكات أو الأدلّة الموضوعيّة أنّك لن تنجح عندما تستخدم أداةً أخرى، محرّكاً كان أو دليلاً. [إستدلّ] 7. إنّ المستخدِم الذي يبحث عن معلومات وليس لديه إستراتيجيّة يحدّد فيها الخطوات التي سيتّبعها، يشبه نجّاراً لا يحمل في صندوق أدواته سوى مِطْرقة! ومن المعلوم في علم نفس الطفل أنّ الأطفال الذين يكتشفون المِطرقة أوّل مرّة يخالون أنّ كلّ شيءٍ يجب أن يطرقوه بمطارقهم حتّى أغلى أواني الزهر[21]! [خطّطْ] 8. إنّ صفحات "الويب" لا تُصمَّم لكي تُقرأ كاملةً أو وَفْق نظامِ ترتيبٍ معيّن، على الرغم من أنّ لهذه الصفحات غايةً وبداية ونهاية كما يظهر على الشاشة. [إقفزْ] 9. بدل التدحرج أو استخدام الـمِصْعَد أو التفرُّس بالعينين، استخدم خاصيّة "جِد" (Find) حين تجد نفسك في صفحة "ويب" طويلة أو صعبة، توفيراً للوقت والجهد. ولا تنسَ الإفادة من العناوين والتصاميم المتاحة في بعض تلك الصفحات. [جِدْ] 10. إستخدمِ المواقع المفضّلة (Favorites) للرجوع بسرعة إلى المواقع التي تمّت زيارتها من دون الحاجة إلى تذكّر العنوان (URL) أو طباعتِه في شريط العنوان (Title bar). وحين تطول قائمةُ مواقعِك المفضّلة، قم بتنظيمها وتحديثها مع إضفاء طابَعٍ شخصيّ عليها، بإعادة عنونتها وإنشاء مِلفّاتٍ تصنّفها وتنظّمها موضوعيّاً. [إصطدْ وقيّدْ]؛ [إقطفْ ونظّمْ] في كتاب الألِف، يسرد الكاتب الأرجنتينيّ الشهير خورخي لويس بورخيس (1899-1986) قصّة «فونِس قويّ الذاكرة»؛ ذاك الرجل الذي كان يتذكّر كلَّ شيء، كلَّ نبتة وعنقود وثمرة في كَرْم، كلَّ ورقة في كلِّ شجرة على كلِّ جبل، كلَّ كلمة، كلَّ حُلُم، كلَّ تفصيل، والذي بسبب ذاكرته الهائلة كان الأبلهَ المثاليّ[22]. ليست وظيفة الذاكرة أن تحفظ وحَسْب، بل أن تصفّي أيضاً وأوّلاً. وما أشبهَ ملّاح شبكة الإنترنت الساذَج بفونِس! إستراتيجيّة القراءة الإلكترونيّة وأحسَبُ أنّ استخدام الإنترنت في مجال البحث الأدبيّ يهدف أوّلاً إلى الحصول على النصوص، إبداعيّةً كانت أو إبلاغيّة، ومَقْلَعُ النصوص الكتب؛ لكنّ الوصول إلى الكتب لا يعني قراءتَها لا سيّما أنّ القراءة على الإنترنت أبطأ من نظيرتها الورقيّة، وتتطلّب جهداً وتحفيزاً لخلايا دماغيّة كثيرة، في حين يصعب على جيل «الزابينغ» (Zapping) وجيل الرسائل القصيرة (sms) قراءةُ موضوعاتٍ طويلة لتشتُّت تركيزه ولاعتياده القراءةَ المجزّأة بطريقة القفز[23]. ومن المعلوم أنّ 92٪ من مستخدِمي الإنترنت، ناهيك عن الطلّاب، لا يتجاوزون الصفحة الثالثة في أثناء إجرائهم عمليّات بحث على «غوغل»[24]. كما أنّ كتب الإنترنت أرواحٌ بلا أجساد، لذلك كان لا بدّ من إستراتيجيّة للإمساك بها هي إستراتيجيّةُ الإبحار والتَّجوال على حدٍّ سواء. الإبحار قدرة على الصبر والمواظبة والتركيز، وتحديد الهدف، والسبيل إليه؛ في حين أنّ التَّجوال حريّةٌ وقدرة على التصفّح والقفز والتنقّل. إنّ لقارئ الكتب الورقيّة حقوقاً: «الحقّ في عدم القراءة. الحقّ في القفْز بين الصفحات. الحقّ في عدم إنهاء الكتاب. الحقّ في إعادة القراءة. الحقّ في قراءة أيِّ شيء. الحقّ في البوﭬاريّة[25] . الحقّ في القراءة أنّى نشاء. الحقّ في القراءة متى نشاء، ومن هنا وهناك معاً. الحقّ في القراءة بصوتٍ مرتفع. الحقّ في الصمت»[26]. وإنّ لقارئ الموادّ الإلكترونيّة حقوقَه في الإبحار والتَّجوال. وعليه نقول: لا تباشرْ قراءةَ كتابٍ إلكترونيّ، أو نصّاً إلكترونيّاً مفيداً، أو موقعاً غنيّاً بالمعلومات، إلّا بعد أن تتسلّح بقلمٍ وورقة، واشرع في قراءة الفِهْرِس قراءةَ طائر، واستخدم التِّقْنيّات التي يتيحها لك الكتابُ الإلكترونيّ من معرفة حجم الكتاب الذي تقرأ وعدد الصفحات قبل الانطلاق بالقراءة، وقم بتسجيل أرقام الصفحات التي تهمّ بحثَك لتعود إليها فتقرأها بتأنٍّ وتُؤَدة. وحين تبدأ، يمكنك دخول جسد النصّ من أيّ مدخلٍ ترتئي، وتدوين ملاحظات، ورسم خطوط، وتعليق وتظليل وتأشير. إنّ القراءة والكتابة تتفاعلان كما التعلُّم والتعليم. وإنّ النصَّ المقروء الذي يبقى عالقاً في الذاكرة يصبح صُلْباً كالصخر وجسراً للعبور، وإلّا تقلّصت ذاكرة النصّ المكانيّة، ووهنت معها ذاكرة القارئ[27]. ومن لا يقرأ الكتب، ولا يُلمّ بتقنيّات التعبير (وفي طليعتها منهجيّة البحث، والتلخيص، وتدوين رؤوس الأقلام)، ومن لا يجلس ويواظب ويركّز، ومن لا يتصفّح ويُبحر ويتجوّل، لا يجيد قراءة الإنترنت. إنّ القراءة الإلكترونيّة تستحضر طريقةَ مونتاني في القراءة: «الآن، في هذه الساعة، أتصفّح كتاباً، وفي ساعةٍ أخرى كتاباً آخر، من غير نظامٍ أو هدفٍ أو رباط. أحياناً أحلم، وأحياناً أخرى أسجّل أفكاري وأُمليها متنزّهاً، كما أفعل الآن»[28]. وهكذا يغدو القارئ كارئاً (=كاتباً + قارئاً). شروط إخراج البحث بعد أن يُنجِزَ الطالب بحثه، لا بدّ من أن يتولّى كتابتَه بنفسِه على حاسوبه، وهنا لا بدّ من أن يَعرفَ شروط إخراج البحوث ويتقيّد بها، وهي التالية: 1. إخراج صفحة العنوان وَفْق أنموذج موحَّد وثابت (Standard). 2. كتابة خُطّة البحث بعد صفحة العنوان. 3. إعتماد الحرف العربيّ Traditional Arabic، قياس 16 للمتن، و12 للحاشية؛ أو Simplified Arabic، قياس 14 للمتن، و10 للحاشية. 4. إعتماد الأرقام المشرقيّة العربيّة (1، 2، 3...) لا الأرقام الأجنبيّة (1, 2, 3…)[29]، إلّا في حالة الإحالة على مصادرَ ومراجعَ أجنبيّةٍ مذكورةٍ بلغتها الأصليّة. 5. ترك فراغ في أعلى الصفحة وأسفلها وهامشها من غير تعديل مساحة الورقة أو مقاسِها. 6. ترك فراغ قبل كلّ فِقْرة جديدة، وموازاة أسطر الفِقَر. 7. مراعاة شروط الكتابة العربيّة بالحاسوب، من تشكيل، وترقيم أي حسن استخدام علامات الوقف (. ، ؛ : ...) معنىً ومبنىً[30]، وترك فُسحة (Space) بعدَها لا قبلَها... 8. مراعاة منهجيّة البحث ووضعُها موضعَ التطبيق، ولا سيّما توثيق الاقتباسات الحرفيّة في الحاشية آليّاً لا يدويّاً، والاقتباسات المعنويّة في الحاشية أو في قائمة المصادر والمراجع. 9. توثيق المواقع لا محرّكات البحث والروابط (التي قد تطول بضعة أسطر!)، وتأريخ الزيارة باليوم والشهر والسنة. 10. تعريف، في الحاشية، كلّ عَلَمٍ ومصطلحٍ يمتّان بصلة إلى موضوع البحث، وكتابة أسماء العَلَم الأجنبيّة بلغتهم وبالعربيّة. قال الزمخشري: «الزيت مُخّ الزيتون، والحواشي مِخَخة المتون»[31]. 11. تحفيز الطَّلَبة على البحث الميدانيّ، بدل مجابهة العالَـم من خلف شاشة، وتشجيعُهم على مراسلة الأدباء عبر الإنترنت ومقابلتِهم[32]، وعرض بحوثهم، بعد تصحيحها وتنقيحها، بالوسائط المتعدّدة (مَلتي ميديا) على ألّا يتجاوز العرض ثلاثين دقيقة. شروط عرض البحث يمكن أن يعرض الباحث بحثه شفويّاً مستعيناً بوسائلِ عرض، ولا بدّ من مراعاة مجموعة من الشروط: 1. تحديد مدّة العرض والتقيّد بها 2. تحديد الموضوع بدقّةٍ ووضوح، وتعليل اختياره 3. إعلان الخُطّة 4. إستعمال وسائل إيضاح ســمْعيّة بصريّة كافية ومناسِبة 5. الاستعانة برؤوس الأقلام لا قراءة النصّ المدوَّن حرفيّاً 6. موافقة المفردات الاصطلاحيّة الموضوعَ المعالَـج (المعجم) 7. الانتباه لسلامة اللغة الفصحى 8. وضوح الصوت والنَّبْرة المناسبة 9. توجيه الكلام إلى جميع الحضور والتحرُّك براحة 10. ترك الوقت الكافي للأسئلة والمداخلات، والقدرة على المناقشة والإجابة. وإذا ما استخدم الباحث طريقةَ العرض المرئيّ (Power Point) أو سواها من طرائق العرض، فعليه أن يستعملَها بفاعليّة، مراعياً ما يلي[33]: 1. أن تعرض الشريحة (أو الرُّقاقة) [34] الحروفَ كبيرةً بحيث يراها من يجلس في آخر القاعة. 2. أن تعرض الشريحة معلومةً واحدة لا حشداً من المعلومات، ويُفضَّل استخدام النقاط لا الفِقَر لتيسير القراءة السريعة والفهم. 3. ألّا يتضمّن العرض عدداً كبيراً من الشرائح، وإذا ما تمّ عرض جداول أو رسوم فيجب إيضاح رسالتِها والتعليق عليها. 4. أن يختبر الباحث كلّ التجهيزات ومدى ملاءمتها العرض قبل بدئه. 5. أن يتحدّث بصوتٍ خفيض، وببطء، وألّا يتكلّم كثيراً. 6. أن يستغني عن النصّ المكتوب بوجود الشرائح لأنّ العرض السيّئ يُضيع جهد الباحث. صناعة تأليف الكلام تبقى مسألة على قدرٍ كبيرٍ من الأهميّة ألا وهي الصياغة. ليس كلُّ من عثر على خُرْدة[35] استطاع تحويلَها إلى قطعةٍ فنيّة، وامتلاكُها لا يعني حُسنَ استعمالِـها. ولا شكّ في أنّ الكمبيوتر وفّر للمُنشئ الأعشى وسيلةً رائعة لصناعة الإنشا وإحكام السبك وتنقيح العبارة، حتّى لَيقول كبير اختصاصيّي السيرة الذاتيّة فيليب لوجون: «علّمتني الكتابة الإلكترونيّة البطء؛ فإنّي لا أستطيع أن أنفض يدي من نصّ من غير أن يبدو لي أقرب ما يكون إلى الكمال»[36]. وأتاح الكمبيوتر للباحث مزيداً من التأمّل والإتقان والتفكّر والتدبّر، إذ بعد أن نعثر على مصادرِ المعلومات بسرعةٍ فائقة، نحتاج إلى مزيدٍ من الوقت للتفكير والنقاش والنقد والبناء، ونحتاج إلى سُبُلٍ ناجعة لكي نحلّي مياهَ البحر، أعني لكي نحوّل زَبَد المعلومات إلى زُبدة معرفة والغزوَ المعلوماتيّ إلى غذاءٍ معرفيّ؛ من هذه السُّبُل: حِسّ النقد والغربلة والانتخاب، وتفضيل قراءة الإبحار على التَّجوال، وبناء إستراتيجيّات تعلّميّة، وإضفاء الطابَع الشخصيّ... بكلمة موجَزة: أن نتعلّم كيف نتعلّم، أن نبقى طلّاباً... وحتّى يسهُل على القارئ التقاط الرسالة: «يجب أن يكون كلّ خطاب كائناً حيّاً (كما وصفه سقراط)، له جسمٌ ورأسٌ وقدم، أي لا بدّ له من وسطٍ وطرفَيْن (مقدّمة وخاتمة) يتّفق أحدُهما مع الآخر ومع الكلّ»[37]. ومن القواعد الذهبيّة في هذا السياق أن يجزّئ الباحث بحثه، فلا يكتبه في وثيقةٍ (Document) واحدة أو مستندٍ واحد، ولكن أن يعمد إلى خلق وَحداتٍ إنشائيّة على عدد أبواب البحث وفصولِه ومباحثِه فضلاً عن المقدّمة والخاتمة والفهارس... ولهذا التجزيء إيجابيّاتٌ شتّى، منها: سهولة تدبُّر الكمبيوتر أجزاءَ البحث الصغيرة بدل أن نكبّده عَناءَ إدارة مئات الصفحات وبخاصّةٍ إذا كانت تحتوي على جداولَ ورسوم وصور؛ سرعة الوصول إلى القسم المطلوب؛ القدرة على فتح عدّة نوافذ في آنٍ واحد والعمل عليها معاً؛ وإذا ما تعرّض الجهاز لعَطَبٍ أو عُطْل، كانت الكارثة أقلّ ضرراً. تلك كانت وجهة نظر خبرنا جدواها، وندعو إدارة الجامعة اللبنانيّة إلى تجريبها وتطويرها لما فيها خير النشء. وبعد، فلتقرَّ أعينُ الأساتذة؛ فلن تحلّ التِّقانة محلَّهم ولن تؤدّي دورهم ما دام التعليم يعتمد على ما يستطيع المدرّسون البشر وحدَهم فعلَه: إضرام جِذوة المعرفة في قلب الطالب، وأن يكون المدرِّسُ الأنموذجَ والمثال[38]. البحث الأدبيّ في ظلّ الكُمبيوتر والإنترنت. وجهة نظر بقلم د. جوزف لبُّس* المصادر والمراجع أوّلاً- العربيّة بشتاوي، عادل سعيد: الأسس الطبيعيّة لحضارة العرب. بيروت، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، ط1، 2010. بطرس، أنطوان، ونقولا صبيح: المصطلح – معجم العلوم الكمبيوتريّة. بيروت، مكتبة لبنان، ط1، 1989. حسين، طه: مستقبل الثقافة في مصر. القاهرة، دار المعارف، ط2، 1996. الزمخشري: أساس البلاغة. تحقيق محمّد باسل عيون السود، بيروت، دار الكتب العلميّة، ط1، 1998. سنّو، أهيف: البحث القصير. بيروت، دار المشرق، ط1، 1999. عاشور، عطيّة عبد السلام (إشراف): معجم الرياضيّات، مج 1. القاهرة، مجمع اللغة العربيّة، 1995. عبد النور، جبّور: المعجم الأدبيّ. بيروت، دار العلم للملايين، ط2، 1984. عمر، أحمد مختار (إشراف): معجم اللغة العربيّة المعاصرة. القاهرة، عالم الكتب، ط1، 2008. قنديلجي، عامر: البحث العلميّ واستخدام مصادر المعلومات التقليديّة والإلكترونيّة. عمّان، دار اليازوري العلميّة، ط1، 2002. لبُّس، جوزف: المعلوماتيّة واللغة والأدب والحضارة – الرقم والحرف. طرابلس، المؤسّسة الحديثة للكتاب، ط1، 2012. مراد، غسّان: الإنسانيّات الرقميّة. بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ط1، 2014. مَلْحَس، ثريّا: منهج البحوث العلميّة. بيروت، دار الكتاب اللبنانيّ ومكتبة المدرسة، ط4، 1987. يقطين، سعيد: النصّ المترابط ومستقبل الثقافة العربيّة. بيروت - الدار البيضاء، المركز الثقافيّ العربيّ، ط1، 2008. ثانياً- المعرّبة أفلاطون، محاورة فيدروس في المحاورات الكاملة، مج 5. ترجمة شوقي تمراز، بيروت، الأهليّة للنشر والتوزيع، 1994. بورخيس، خورخي لويس: الألِف. ترجمة محمّد أبو العطا، القاهرة، دار شرقيّات للنشر والتوزيع، ط1، 1998. داي، روبرت أ. وباربرا جاستيل: كيف تكتب بحثاً علميّاً وتنشره. ترجمة محمّد إبراهيم حسن وأمجد عبد الهادي جوهر وخالد عبد الفتّاح محمّد، القاهرة، الدار المصريّة اللبنانيّة، ط1، 2008. دفلين، كيث: الإنسان والمعرفة في عصر المعلومات - كيف تحوّل المعلومات إلى معرفة؟ ترجمة شادن اليافي، الرياض، مكتبة العبيكان، ط1، 2001. ديرتوزوس، مايكل: ثورة لم تنتهِ بعد - حواسيب محورها الإنسان وما يمكن أن تؤدّيه لنا. ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي، بيروت، المنظّمة العربيّة للترجمة، ط1، 2006. غولد، تشيرل: البحث الذكيّ في شبكة الإنترنت. ترجمة عبد المجيد بو عزّة، الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنيّة، 2001. كاكو، ميتشيو: رؤى مستقبليّة - كيف سيغيّر العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين. ترجمة سعد الدين خرفان، الكويت، عالم المعرفة، العدد 270، يونيو 2001. كيليطو، عبد الفتّاح: الكتابة والتناسخ - مفهوم المؤلّف في الثقافة العربيّة. ترجمة عبد السلام بن عبد العالي، بيروت، دار التنوير، ط1، 1985. لالاند، أندريه: موسوعة لالاند الفلسفيّة، مج 1. ترجمة خليل أحمد خليل، بيروت، منشورات عويدات، ط2، 2001. مانغويل، ألبرتو: تاريخ القراءة. ترجمة سامي شمعون، بيروت، دار الساقي، ط1، 2001. معلوف، أمين: الهُويّات القاتلة. ترجمة جبّور الدويهي، بيروت، دار النهار للنشر، ط4، 2004. ثالثاً- غير العربيّة Arasse, Daniel: Histoires de peintures. Paris, Gallimard folio essais, 2006. Beaud, Michel: L’art de la thèse à l’ère du Net. Paris, La Découverte, 2006. Eco, Umberto et Jean-Claude Carrière: N’espérez pas vous débarrasser des livres. Paris, Grasset, 2009. Kaplan, Abraham: The Conduct of Inquiry: Methodology for Behavioral Science. San Francisco, Chandler Publishing Co., 1964. Lejeune, Philippe: Cher Écran. Paris, Seuil, 2000. Maslow, Abraham: The Psychology of Science. New York, Harper and Row, 1966. Montaigne, Michel de: Essais III. Paris, Gallimard folio, 1999. Pennac, Daniel: Comme un roman. Paris, Gallimard folio, 2002. Vandendorpe, Christian: Du papyrus à l’hypertexte. Montréal et Paris, Boréal et La Découverte, 1999. رابعاً- الإلكترونيّة aslim.ma/site (موقع محمّد أسليم) almolltaqa.com (ملتقى الأدباء والمبدعين العرب) arab-ency.com (الموسوعة العربيّة) ar.wikipedia.org (ويكيبيديا العربيّة - الموسوعة الحرّة) hindawi.org (مؤسّسة هنداوي للتعليم والثقافة) ------------------ * متخصّص بالآداب العربيّة. أستاذ في الجامعة اللبنانيّة، وجامعة القدّيس يوسف - بيروت. أعدّ الكاتب هذا البحث لمناسبة المؤتمر العلميّ الخامس الذي عقدته الجامعة اللبنانيّة بعنوان «العلوم الإنسانيّة في التعليم العالي: واقع وآفاق»، قاعة المؤتمرات، المتحف، في 3-4-5 أبريل (نيسان)، 2014. وقد اندرج البحث ضمن المحور الثاني: التكنولوجيا والعلوم الإنسانيّة. [1] أغاني مهيار الدمشقيّ وقصائد أخرى (دمشق، دار المدى للثقافة والنشر، 1996)، ص270. [2] أنظر: طه حسين، مستقبل الثقافة في مصر (القاهرة، دار المعارف، ط2، 1996)، ص233-236. [3] تشير أصابع أفلاطون وأرسطو في لوحة رافائيل «مدرسة أثينا» Scuola di Atene (متحف الﭭاتيكان، 500 × 7750 سنتم) إلى نمطَيْن مختلفَيْن من التفكير البشريّ؛ ففي حين تتّجه سَبّابة أفلاطون المتأمّل إلى أعلى دالّةً على عالَـم المـُثُل والفِكَر والصُّوَر، تتّجه يد أرسطو الفاعل بأصابعه الخمس إلى أسفل، إلى العالَـم الواقعيّ والمنطق الوضعيّ والتجربة العلميّة. أنظر قراءة هذه اللوحة في: Daniel Arasse, Histoires de peintures (Paris, Gallimard folio essais, 2006), p.186-188. [4] ثريّا مَلْحَس، منهج البحوث العلميّة (بيروت، دار الكتاب اللبنانيّ ومكتبة المدرسة، ط4، 1987)، ص43. [5] «الشابكة» هو المصطلح الذي أطلقه مجمع اللغة العربيّة بدمشق على شبكة الإنترنت في مؤتمر «اللغة العربيّة وعصر المعلوماتيّة»، وقد عُقد في 20-22 نوفمبر (تشرين الثاني)، 2006. [6] أنظر: جوزف لبُّس، المعلوماتيّة واللغة والأدب والحضارة - الرقم والحرف (طرابلس، المؤسّسة الحديثة للكتاب، ط1، 2012)، ص66-68-179. [7] أمين معلوف، الهُويّات القاتلة، ترجمة جبّور الدويهي (بيروت، دار النهار للنشر، ط4، 2004)، ص110. [8] أنظر في هذا الصدد كتاب أهيف سنّو، البحث القصير (بيروت، دار المشرق، ط1، 1999). [9] ذكرنا هذه الإرشادات لاحقاً في مبحثَي شروط إخراج البحث وشروط عرضه. [10] أنظر على سبيل المثال بروتوكول معهد الآداب الشرقيّة، جامعة القدّيس يوسُف - بيروت. [11] Umberto Eco et Jean-Claude Carrière, N’espérez pas vous débarrasser des livres (Paris, Grasset, 2009), p. 75. [12] الانتحال محاكاةُ شخصٍ لغةَ مؤلّفٍ آخر ومعانيَه وتقديـمُها كما لو كانت من بنات أفكاره. وقد شغلت قضيّة الانتحال النقّادَ قديماً وحديثاً. أنظر: أحمد مختار عمر (إشراف)، معجم اللغة العربيّة المعاصرة (القاهرة، عالم الكتب، ط1، 2008)، مادّة «ن ح ل»، 3/2179. ومن أهمّ الكتب التي بحثت هذه القضيّة بالعربيّة كتاب محمّد مصطفى هدّارة، مشكلة السرقات في النقد العربيّ – دراسة تحليليّة مقارنة (القاهرة، مكتبة الأنجلو المصريّة، 1958). [13] سفر الخروج، 20: 15. [14] عبد الفتّاح كيليطو، الكتابة والتناسخ - مفهوم المؤلّف في الثقافة العربيّة، ترجمة عبد السلام بن عبد العالي (بيروت، دار التنوير، ط1، 1985)، ص77-78. [15] عن الأديبة الواعدة بسمة الصيادي، والنصّ مستلّ من منتدى ملتقى الأدباء والمبدعين العرب، almolltaqa.com ،3/3/2014. [16] تغلّبَ الكمبيوتر «ديپ بلو» (Deep Blue) على بطل العالم في الشطرنج كاسباروف بعد خوض الأخير 6 مباريات متتالية (1997). راجع هذه القصّة في كتاب كيث دفلين، الإنسان والمعرفة في عصر المعلومات - كيف تحوّل المعلومات إلى معرفة؟، ترجمة شادن اليافي (الرياض، مكتبة العبيكان، ط1، 2001)، ص215-216؛ وكتاب ميتشيو كاكو، رؤى مستقبليّة - كيف سيغيّر العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين، ترجمة سعد الدين خرفان (الكويت، عالم المعرفة، العدد 270، يونيو 2001)، ص78-88. [17] المنطق / الجبر البوليانيّ (و، أو، لا) هو جبرٌ مؤسَّس على مفاهيم وضعها العالِم الرياضيّ البريطانيّ جورج بوول (Boole) في منتصف القرن التاسع عشر (1847). يُستخدَم غالباً في دراسة العلاقات المنطقيّة، وله العديد من التطبيقات في الإلكترونيّات، وأجهزة الحاسوب والبرامج الحاسوبيّة. راجع: موسوعة ويكيبيديا، "منطق بوليانيّ"؛ وعطيّة عبد السلام عاشور (إشراف)، معجم الرياضيّات (القاهرة، مجمع اللغة العربيّة، 1995)، 1/27. [18] عامر قنديلجي، البحث العلميّ واستخدام مصادر المعلومات التقليديّة والإلكترونيّة (عمّان، دار اليازوري العلميّة، ط1، 2002)، الفصول 6-7-8، ص249-345. [19] تشيرل غولد، البحث الذكيّ في شبكة الإنترنت، ترجمة عبد المجيد بو عزّة (الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنيّة، 2001). [20] أورده محمّد أسليم في "المشهد الثقافيّ العربيّ في الإنترنت"، 6/8/2006 (موقع محمّد أسليم: aslim.ma/site). [21] Abraham Kaplan, The Conduct of Inquiry: Methodology for Behavioral Science (San Francisco, Chandler Publishing Co., 1964), p. 28; Abraham Maslow, The Psychology of Science (New York, Harper and Row, 1966), p. 15. [22] راجع القصّة في كتاب خورخي لويس بورخيس، الألِف، ترجمة محمّد أبو العطا (القاهرة، دار شرقيّات للنشر والتوزيع، ط1، 1998)، ص91-100. [23] غسّان مراد، الإنسانيّات الرقميّة (بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ط1، 2014)، ص228-234. [24] م. ن.، ص103. [25] في المصطلح أنّ البوﭬاريّة (Bovarysme) شعورٌ بالقلق وعدم الرضى نفسيّاً واجتماعيّاً، وهروبٌ من الواقع، وتفلّتٌ من البيئة. ومن ثَمَّ، فللإنسان قدرةٌ على تصوُّر ذاته مختلفاً عمّا هو عليه، وتحويل نفسه إلى شخصيّةٍ وهميّة، والاضطلاع بدورٍ يكبّ على التمسّك به، على الرغم من طبيعته الحقيقيّة والواقعيّة. راجع: موسوعة لالاند الفلسفيّة، ترجمة خليل أحمد خليل (بيروت، منشورات عويدات، ط2، 2001)، 1/141؛ وجبّور عبد النور، المعجم الأدبيّ (بيروت، دار العلم للملايين، ط2، 1984)، ص53. [26] Daniel Pennac, Comme un roman (Paris, Gallimard folio, 2002), p. 162-163. [27] أنظر: ألبرتو مانغويل، تاريخ القراءة، ترجمة سامي شمعون (بيروت، دار الساقي، ط1، 2001)، «كتاب الذاكرة»، ص71-81. [28] Montaigne, Essais III (Paris, Gallimard folio, 1999), chap. 3, p. 71. [29] هذه الأرقام (1، 2، 3...) هي عربيّة الأصل والفصل، ويخطئ من يسمّيها أرقاماً هنديّة. أمّا الأرقام الغربيّة (1, 2, 3…) فيمكن ردّها إلى أصلها العربيّ المشرقيّ. أنظر: عادل سعيد بشتاوي، الأسس الطبيعيّة لحضارة العرب (بيروت، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، ط1، 2010)، «غبار الهند في حساب العرب»، ص307-342. [30] يرى الناقد المغربيّ سعيد يقطين أنّ دخول العرب العصرَ الرقميّ لا يمكن أن يتمّ من دون ردّ الاعتبار لقواعد اللغة نحواً وصرفاً وإملاء، ولعلامات الترقيم، ومسألة المنهجيّة. أنظر كتابه: النصّ المترابط ومستقبل الثقافة العربيّة (بيروت - الدار البيضاء، المركز الثقافيّ العربيّ، ط1، 2008)، ص18-103-104. [31] الزمخشري، أساس البلاغة، تحقيق محمّد باسل عيون السود (بيروت، دار الكتب العلميّة، ط1، 1998)، 2/428. [32] على سبيل المثال، تواصلت إحدى طالبات السنة الثانية في قسم اللغة العربيّة بالجامعة اللبنانيّة (الفصل الثالث، 2014) مع الروائيّ الأردنيّ محمّد سناجلة، وحصلت منه على روايته الواقعيّة الرقميّة شات المحجوبة منذ فترة عن شبكة الإنترنت؛ وأجرت أخرى مقابلة إلكترونيّة مع اختصاصيّين بالترجمة الآليّة من هولّندا. [33] روبرت أ. داي وباربرا جاستيل، كيف تكتب بحثاً علميّاً وتنشره، ترجمة محمّد إبراهيم حسن وأمجد عبد الهادي جوهر وخالد عبد الفتّاح محمّد (القاهرة، الدار المصريّة اللبنانيّة، ط1، 2008)، ص237-241-242. [34] الرُّقاقة (Wafer) سبيكة مستديرة من السيليكون توضَع الدوائر الإلكترونيّة عليها، فتصبح شريحة (Chip). تكوّن، في العرض المرئيّ، وَحدة معالجة وذاكرة مركزيّة ضمن الكمبيوتر. أنظر: أنطوان بطرس ونقولا صبيح، المصطلح – معجم العلوم الكمبيوتريّة (بيروت، مكتبة لبنان، ط1، 1989)، ص27، 168. [35] الخُردة (فارسيّة) قِطَع المعادن الصغيرة، وما تفرّق من الأمتعة، وأشياء قديمة فقدت صلاحيّتها ويمكن استعمالها مجدَّداً في شكلٍ ما. أنظر: معجم اللغة العربيّة المعاصرة، مادّة «خ ر د»، 1/629. [36] Philippe Lejeune, Cher Écran (Paris, Seuil, 2000), p. 32. [37] أفلاطون، محاورة فيدروس في المحاورات الكاملة، ترجمة شوقي تمراز (بيروت، الأهليّة للنشر والتوزيع، 1994)، 5/80 بتصرّف. [38] مايكل ديرتوزوس، ثورة لم تنتهِ بعد - حواسيب محورها الإنسان وما يمكن أن تؤدّيه لنا، ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي (بيروت، المنظّمة العربيّة للترجمة، ط1، 2006)، ص191.‏